بحث هذه المدونة الإلكترونية

بقلم / ابراهيم سعدة برنامج انتخابي حضاري

http://www.akhbarelyom.org.eg/elakhbar/detailze.asp?field=news&id=13981



رقم العدد: 18218 الإثنين 6 سبتمبر 2010
الأحد
ملحق الإذاعة والتليفزيون
أخبار النقابات
العالم بين يديك

الرئيسية
                                  آخر عمود


                       برنامج انتخابي حضاري
19/08/2010 11:01:12 م

إبراهيم سعده ibrahimsaada@yahoo.com

ما زلت عند رأيي‮: »‬زيادة عدد مقاعد المرأة في مجلس الشعب القادم ستغير صورته شكلاً‮ ‬وموضوعاً‮«. ‬ليس هذا‮ ‬فقط‮ .. ‬بل تضاعفت حماستي لمساندة المرأة المصرية وتشجيعها علي المشاركة في معركة الانتخابات القادمة،‮ ‬لعل وعسي تنجح في إقناع الناخبين بأنها لا تقل كفاءة،‮ ‬وثقافة،‮ ‬وعلماً،‮ ‬وعطاءً،‮ ‬عن الرجل‮.. ‬إن لم تزد عنه في هذه الدائرة أو تلك‮.‬

من لا‮ ‬يصدق،‮ ‬أدعوه لقراءة ما بهرني قراءته أمس علي‮ »‬النت‮« ‬منسوباً‮ ‬إلي سيدة مصرية كشفت فيه عن أهم ما تنوي طرحه علي الجماهير كبرنامج إنتخابي،‮ ‬حضاري،‮ ‬تخوض به وعليه معركة انتخابات مجلس الشعب القادم عن إحدي دوائر القاهرة‮.‬

السيدة صاحبة البرنامج الانتخابي الحضاري،‮ ‬هي الكاتبة الصحفية،‮ ‬والباحثة في الحضارة المصرية القديمة‮: »‬عزة سليمان‮«. ‬ويرجع الفضل في تقديمها،‮ ‬والانفراد بنشر أهم ما جاء في برنامجها الانتخابي،‮ ‬إلي الزميل الأستاذ‮ »‬عماد توماس‮« ‬الذي التقاها في حوار طويل دار حول رغبتها في خوض المعركة الانتخابية القادمة،‮ ‬وأهم ما تنوي طرحه علي الرأي العام بصفة عامة وأبناء الدائرة التي تنوي الترشيح فيها بصفة خاصة بكل ما‮ ‬يحمله من قضايا وأفكار أراها فائقة الأهمية،‮ ‬وقد‮ ‬يراها‮ ‬غيري‮ ‬غارقة في أحلام الرومانسية‮ (..).‬

نشر الزميل‮ »‬عماد توماس‮« ‬ علي موقع‮ »‬الأقباط متحدون‮« ‬ تفاصيل الحديث الذي أجراه مع‮ »‬النائبة‮« ‬المنتظرة‮: »‬عزة سليمان‮« ‬تحت عنوان مثير،‮ ‬خاطف للبصر،‮ ‬يقول‮: ‬

‮ [ »‬إحياء روح مصر‮«.. ‬علي رأس البرنامج الانتخابي لعزة سليمان‮]. ‬

أما كيف تنوي الأستاذة‮ »‬عزة سليمان‮« ‬المساهمة في إحياء روح مصر باختصار شديد فإنها تدعو إلي‮ »‬تدريس التاريخ المصري للطلاب في جميع مراحل التعليم،‮ ‬باعتباره أهم بالنسبة لنا من أي تاريخ آخر‮ ‬غير مصري،‮ ‬مع التركيز علي فترات الأزمات،‮ ‬والنهضة،‮ ‬والحضارة‮. ‬

وعشق‮ »‬عزة سليمان‮« ‬لمصريتها،‮ ‬وحضارتها،‮ ‬يزيد من إقتناعها بأن اسم‮ »‬مصر‮« ‬ كما ذُكر في كل الأديان السماوية لا‮ ‬يجوز للبشر تغييره أو تعديله‮.. ‬ويجب إعادته إلي ما كان عليه منذ آلاف السنين‮: »‬مصر‮«.‬

اهتمام سيادة النائبة المنتظرة ‮ »‬عزة سليمان‮« ‬ بتصحيح خطأ أو خطأين بسيطين‮.. ‬ليس ترفاً،‮ ‬ولا تجاهلاً‮ ‬ من جانبها لقضايا ومشاكل أكثر أهمية،‮ ‬و ضرورة،‮ ‬بدليل ما جاء بعد ذلك في نفس هذا البرنامج‮. ‬فالسيدة عزة سليمان أفردت مساحة طويلة لطرح الحلول من وجهة نظرها لمشاكل الشباب،‮ ‬والبطالة،‮ ‬و عدم القدرة علي الزواج‮. ‬وتذكرنا المرشحة لانتخابات مجلس الشعب،‮ ‬بأنها ستتقدم بمشروع لوزارتي الري والزراعة تمت دراسته منذ‮ ‬30سنة ‮ ‬ينتظر بعد تنفيذه أن‮ ‬يجعل مصر واحدة من أغني دول المنطقة خلال عقود قليلة معدودة‮. ‬فالمشروع الذي سبق بحثه،‮ ‬وفحصه،‮ ‬وإثبات فوائده ‮ ‬يجمع بين تطوير الري في الأرض القديمة،‮ ‬ومحور التعمير في الصحراء الغربية‮.‬

ومن الزراعة،‮ ‬والتعمير،‮ ‬ومكافحة البطالة،‮ ‬نسمعها تدعو إلي سن تشريعات لازمة لتقليل الفوارق الكبيرة التي ظهرت مؤخرا بين طبقات المجتمع المصري،‮ ‬وتهدد استقراره‮. ‬بداية من‮ ‬الجهاز الحكومي الذي‮ ‬يصل أعلي‮ ‬دخل فيه كما تؤكد‮ »‬عزة سليمان‮« ‬ الحاصلة علي ماجستير في الاقتصاد في حديثها مع‮ »‬عماد توماس‮« ‬ إلي‮ ‬1000ضعف أقل دخل‮. ‬ولابد من تقليص هذا الفارق الهائل بين الدخلين ليتوقف عند مستوياته في الدول المتقدمة‮.‬

و‮ »‬عزة سليمان‮« ‬مشغولة،‮ ‬وقلقة،‮ ‬مثلنا بمظاهر التعصب الديني المتبادلة بين الطرفين في مصر‮. ‬وإذا كٌنا نكتفي بإبداء القلق،‮ ‬والتخوف من التصعيد‮.. ‬فإن المرشحة المنتظرة لن تكتفي بالكلام كما اكتفينا وإنما تنوي العمل علي مواجهة هذا التعصب وإقناع الطرفين بالخطر الذي‮ ‬يهدد الجميع لينبذاه،‮ ‬من جهة،‮ ‬والتوصل من جهة أخري إلي أفضل السبل التشريعية،‮ ‬القانونية،‮ ‬والدستورية،‮ ‬الكفيلة بمنع دعاة التعصب الديني من الجانبين من نشر فكرهم المتخلف،‮ ‬ومحاولة شق وحدة المصريين،‮ ‬من خلال استغلالهم منابر الإعلام المقروء،‮ ‬والمسموع،‮ ‬والمرئي لإساءة استخدام الدين للتأثير به علي المصريين الطيبين‮. ‬

واستمراراً‮ ‬في سعيها للتثقيف،‮ ‬والتنوير،‮ ‬وإحياء روح التسامح والاعتدال‮.. ‬أكدت‮ »‬عزة سليمان‮« ‬أن‮ ‬لديها ما تقوله للإعلام الرسمي لتوفير مساحات وقتية كافية لرفع مستوي الثقافة والمعارف من جميع أنحاء العالم المتقدم،‮ ‬لردم الهوة الزمنية بين شعبنا وشعوب العالم الأول‮.‬

ومن الدعوة إلي نبذ التعصب وإعادة التسامح‮ ‬،‮ ‬ينقلنا البرنامج الانتخابي للسيدة التي تخطط لخوض الانتخابات التشريعية القادمة إلي فقرة مهمة تطالب فيها‮ »‬عزة سليمان‮« ‬بتشكيل لجنة مستقلة،‮ ‬دائمة،‮ ‬تابعة لمجلس الشعب لتلقي شكاوي المواطنين من إهانات وإساءة معاملة‮ ‬تعرضوا لها من جهات حكومية،‮ ‬وتتولي اللجنة متابعتها حالة بعد أخري حتي‮ ‬يسترد المواطنون ممن ثبتت إهانتهم،‮ ‬أو‮ ‬إساءة معاملتهم كامل حقوقهم في الاعتذار والتعويض القضائي‮. ‬الاهتمام بكرامة المصري داخل مصر،‮ ‬هو نفسه الاهتمام الذي سيلقاه المصري خارجها‮. ‬أو هكذا ستدعو‮ »‬عزة سليمان‮« ‬في حالة فوزها بمقعد تحت قبة البرلمان‮. ‬فلديها مشرع قانون‮ »‬المعاملة بالمثل‮« ‬الذي‮ ‬ينتظر أن‮ ‬يحمي حقوق المصريين في جميع دول العالم‮.‬

‮> > >‬

مبادرة‮ »‬عزة سليمان‮« ‬ليست الوحيدة‮. ‬وأتصوّر أن العشرات قمن أو سيقمن بمثلها‮. ‬وقريباً‮.. ‬نسمع أسماء‮ ‬مئات المصريات المثقفات،‮ ‬المتحضرات،‮ ‬اللاتي سيخضن المعركة الانتخابية في معظم الدوائر بلا تردد أو قلق من وجود رجال‮ »‬أشاوس‮« ‬ينافسونهن ويتصارعون معهن علي مقاعد كانت مقصورة علي الرجال لعشرات السنين الماضية‮.‬

كفانا إصراراً‮ ‬علي تقليص دور المرأة في أي شيء،‮ ‬وكل شيء‮. ‬كفانا تبجحاً‮ ‬بدعاوي الجاهلية التي تري أن البيت هو مملكة المرأة،‮ ‬وابتعادها عن عتبته‮ ‬يقودها إلي الظلام والضياع‮!‬